الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن هشام بن عروة أن أباه كان ينحر بدنه قياما قال مالك لا يجوز لأحد أن يحلق رأسه حتى ينحر هديه ولا ينبغي لأحد أن ينحر قبل الفجر يوم النحر وإنما العمل كله يوم النحر الذبح ولبس الثياب وإلقاء التفث والحلاق لا يكون شيء من ذلك يفعل قبل يوم النحر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          900 886 - ( مالك عن هشام بن عروة : أن أباه كان ينحر بدنه قياما ) حال سوغ وقوعها من النكرة مع تأخرها عنها تخصيص النكرة بالإضافة .

                                                                                                          وفي الصحيحين : عن زياد بن جبير : " رأيت ابن عمر أتى على رجل قد أناخ ببدنته ينحرها ، قال : ابعثها قياما مقيدة سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - " وهذا مرفوع لقوله : سنة .

                                                                                                          وقال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) ( سورة الحج : الآية 36 ) قال : قياما ، رواه سعيد بن منصور وغيره .

                                                                                                          و ( صواف ) بالتشديد ، جمع صافة ، أي مصطفة في قيامها .

                                                                                                          وفي المستدرك : عن ابن عباس : صواف ، أي قياما على ثلاثة قوائم معقولة .

                                                                                                          وفي قراءة ابن مسعود : ( صوافن ) بكسر الفاء بعدها نون ، جمع صافنة ، وهي التي رفعت إحدى يديها بالعقل لئلا تضطرب .

                                                                                                          وقال أبو عمر : أظن اختيار العلماء نحر البدن قياما ، لقوله تعالى : ( فإذا وجبت جنوبها ) ( سورة الحج : الآية 36 ) والوجوب [ ص: 522 ] لغة : السقوط إلى الأرض .

                                                                                                          ( قال مالك : لا يجوز لأحد أن يحلق رأسه حتى ينحر هديه ) لنهي الآية الشريفة عن ذلك .

                                                                                                          ( ولا ينبغي ) : لا يجوز ( لأحد أن ينحر قبل الفجر يوم النحر ، وإنما العمل كله يوم النحر الذبح ولبس الثياب وإلقاء التفث ) إزالة الأوساخ ، والشعث كطول الظفر ( والحلاق ) بكسر الحاء ، مصدر حلق ( لا يكون شيء من ذلك قبل يوم النحر ) لأنه فعل له قبل وقته كمن صلى قبل دخول الوقت .




                                                                                                          الخدمات العلمية