الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      غرق بغداد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في جمادى الآخرة جاء مطر عظيم وسيل قوي كثير ، وزادت دجلة حتى غرقت جانبا كبيرا من بغداد حتى خلص ذلك إلى دار الخلافة ، فخرج الجواري حاسرات حتى صرن إلى الجانب الغربي وهرب الخليفة من مجلسه ، فلم يجد طريقا يسلكه ، فحمله بعض الخدم إلى التاج ، وكان ذلك يوما عظيما وأمرا هائلا وهلك للناس أموال عظيمة جدا ، ومات خلق كثير تحت الردم من أهل بغداد والقرايا ، وجاء على وجه السيل من الأخشاب والوحوش والحيات شيء كثير جدا ، وسقطت دور كثيرة في الجانبين وغرقت قبور كثيرة ; من ذلك قبر الخيزران ، ومقبرة الإمام أحمد بن حنبل ، ودخل الماء من [ ص: 45 ] شبابيك المارستان العضدي ، وأتلف السيل في الموصل شيئا كثيرا ، وصدم سور سنجار فهدمه ، وأخذ بابه من موضعه إلى مسيرة أربعة فراسخ .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي ذي الحجة منها جاءت ريح شديدة بأرض البصرة فانجعف منها نحو من خمسة آلاف نخلة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية