الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال تعالى : ( لا تكلف إلا نفسك ) وفيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 163 ] المسألة الأولى : قال صاحب " الكشاف " : قرئ ( لا تكلف ) بالجزم على النهي . و ( لا نكلف ) بالنون وكسر اللام ، أي لا نكلف نحن إلا نفسك وحدها .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : قال الواحدي رحمه الله : انتصاب قوله : ( نفسك ) على مفعول ما لم يسم فاعله .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : دلت الآية على أنه لو لم يساعده على القتال غيره لم يجز له التخلف عن الجهاد البتة ، والمعنى لا تؤاخذ إلا بفعلك دون فعل غيرك ، فإذا أديت فعلك لا تكلف بفرض غيرك .

                                                                                                                                                                                                                                            واعلم أن الجهاد في حق غير الرسول عليه السلام من فروض الكفايات ، فما لم يغلب على الظن أنه يفيد لم يجب ، بخلاف الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه على ثقة من النصر والظفر بدليل قوله تعالى : ( والله يعصمك من الناس ) [ المائدة : 67 ] وبدليل قوله ههنا : ( عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ) و " عسى " من الله جزم ، فلزمه الجهاد وإن كان وحده .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية