الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  1929 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن محمود بن الربيع ، عن عتبان بن مالك قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : إني قد أنكرت بصري ، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي ، ولوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أفعل إن شاء الله " قال : فمر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر فاستتبعه ، فانطلق معه ، فاستأذن فدخل ، فقال وهو قائم : أين تريد أن أصلي ؟ فأشرت له حيث أريد قال : ثم حبسناه على خزيرة صنعناها له ، فسمع به أهل الوادي - يعني أهل الدار - فثابوا إليه حتى امتلأ البيت ، فقال رجل : أين مالك بن الدخشن أو ابن الدخيش ؟ فقال رجل : إن ذلك الرجل لمنافق لا [ ص: 503 ] يحب الله ولا رسوله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقوله وهو يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " فقالوا : يا رسول الله ، أما نحن فنرى ، وجهه وحديثه في المنافقين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أيضا لا تقوله وهو يقول : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " قالوا : بلى يا رسول الله قال : " فلن يوافي عبد يوم القيامة يقول : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله إلا حرم على النار " . قال محمود : فحدثت بهذا الحديث نفرا فيهم أبو أيوب الأنصاري فقال : ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قلت قال : فآليت إن رجعت إلى عتبان بن مالك أن أسأله فرجعت إليه فوجدته ، شيخا كبيرا قد ذهب بصره ، وهو إمام قومه فجلست إلى جنبه فسألته ، عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة ، قال معمر : " فكان الزهري إذا حدث بهذا الحديث قال : ثم نزلت بعد فرائض وأمور نرى أن الأمر انتهى إليها فمن استطاع أن لا يغتر فلا يغتر " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية