الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا تخلق أيام الحج ، ويقام العطارون فيها من المسعى ، وافتدى الملقي الحل إن لم تلزمه بلا صوم ، وإن لم يجد فليفتد المحرم كأن حلق رأسه ، ورجع بالأقل .

[ ص: 322 ] إن لم يفتد بصوم وعلى المحرم الملتقي فديتان على الأرجح .

التالي السابق


( ولا تخلق ) بضم المثناة فوق وفتح الخاء المعجمة واللام مثقلة أي : لا تطيب ( الكعبة أيام الحج ) أي : يكره فيما يظهر لئلا يصيب الطائفين ( ويقام ) أي : يؤمر بالقيام ندبا ( العطارون ) أي : الذين يبيعون الطيب المؤنث ( فيها ) أي : أيام الحج ( من المسعى وافتدى ) أي : أخرج الفدية وجوبا نيابة عن المحرم ( الملقي ) بضم الميم وسكون اللام وكسر القاف ( الحل ) بكسر الحاء وشد اللام أي : غير المحرم طيبا مؤنثا على محرم نائم أو ثوبا على رأسه ( إن لم تلزمه ) أي الفدية المحرم الملقى عليه لنزعه عقب انتباهه وصلة افتدى ( بلا صوم ) ; لأنها عبادة بدنية لا تكون عن الغير فيطعم ستة مساكين أو يذبح شاة فأعلى .

( وإن لم يجد ) الملقي ما يفتدي به ( فليفتد المحرم ) الملقى عليه بصوم أو إطعام أو نسك ; لأنها عن نفسه . وشبه في الفدية على الفاعل فإن لم يجد فعلى المفعول به فقال ( كأن حلق ) الحل ( رأسه ) أي : المحرم النائم فالفدية بغير الصوم على الحالق ، فإن لم يجد فليفتد المحرم ( ورجع ) المحرم المفتدي إن شاء على الفاعل ( بالأقل ) من قيمة الشاة أو مثل كيل الطعام إن أخرجه من عنده أو ثمنه إن اشتراه . [ ص: 322 ] وذكر شرط الرجوع فقال ( إن لم يفتد ) المحرم ( بصوم ) بأن افتدى بإطعام أو نسك بشاة فإن افتدى بصوم فلا رجوع له بشيء ( وعلى المحرم ) بحج وعمرة ( الملقي ) طيبا على محرم نائم ونزعه عقب انتباهه ( فديتان ) فدية لمسه الطيب وفدية لتطييبه النائم ، فإن تراخى النائم بعد انتباهه في نزعه ففديته على نفسه ، فإن لم يمس الملقي الطيب فعليه فدية واحدة لإلقائه إن بادر الملقى عليه ، فإن تراخى فعليه فدية ولا شيء على الملقي ( على الأرجح ) هذا قول القابسي وصوبه ابن يونس وسند وابن عبد السلام ومقابله لابن أبي زيد .




الخدمات العلمية