الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
931 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه ، فلما جلست بدأت بالثناء على الله تعالى ، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " سل تعطه ، سل تعطه " ، رواه الترمذي .

التالي السابق


931 - ( وعن عبد الله بن مسعود قال : كنت أصلي ) ، أي : الصلاة ذات الأركان بدليل قوله الآتي : فلما جلست ( والنبي صلى الله عليه وسلم ) : حاضر ، أو جالس ، ونحوه قاله الطيبي ، قال ابن حجر : أي حاضر كما في نسخة صحيحة ، وحذف من نسخة الشارح فقدره خبرا اهـ ، وهو غير موجود في نسخة من نسخ المشكاة فضلا عن صحيحه ( وأبو بكر وعمر معه ) : جملة أخرى معطوفة على الجملة الأولى وهي حال من فاعل أصلي ( فلما جلست بدأت بالثناء على الله [ تعالى ] ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم دعوت لنفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " سل تعطه " : قال المظهر : الهاء إما للسكت كقوله : حسابيه وإما ضمير للمسئول عنه لدلالة ( سل ) عليه ، قال ابن حجر : على حد : وأن تعفوا هو ، أي : العفو أقرب للتقوى اهـ ، وهو وهم منه ; لأن أن في : وأن تعفوا مصدرية فلا يكون [ ص: 748 ] نظير ما نحن فيه ، بل نظيره اعدلوا هو أقرب للتقوى وفي كلامه سهو آخر وهو زيادة لفظ ( هو ) الموهم أنه من القرآن حيث فسره بقوله : أي العفو ، ولفظ التنزيل وأن تعفوا أقرب للتقوى وهو نظير قوله تعالى : وأن تصوموا خير لكم والتقدير فيهما : وعفوكم أقرب ، وصيامكم خير لكم ، والضمير في ( أقرب ) و ( خير ) إلى مجموع أن والفعل المؤول بالمصدر لا إلى المصدر المفهوم من الفعل ، كما هو ظاهر عند أرباب العلم بالقواعد العربية ، ثم قيل : الوجه الأول أوجه من حيث الإطلاق ، أي : سل لتصير مقضي الحاجة ، ( سل تعطه ) : التكرير للتأكيد والتكثير أو سل الدنيا والآخرة فإنه معطيهما ، ( رواه الترمذي ) : قال ميرك : ورواه ابن ماجه وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .




الخدمات العلمية