الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أيها الناس كلوا مما في الأرض الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا فقام سعد بن أبي وقاص فقال : يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة . فقال : "يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده، إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه، فما يتقبل منه أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ولا تتبعوا خطوات الشيطان قال : عمله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : ما خالف القرآن فهو من خطوات الشيطان . [ ص: 126 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ولا تتبعوا خطوات الشيطان قال : خطأه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة : ولا تتبعوا خطوات الشيطان نزغات الشيطان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير في قوله : خطوات الشيطان قال : تزيين الشيطان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة قال : كل معصية لله فهي من خطوات الشيطان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن ابن عباس قال : ما كان من يمين أو نذر في غضب، فهو من خطوات الشيطان، وكفارته كفارة يمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه، عن ابن مسعود ، أنه أتي بضرع وملح، فجعل يأكل، فاعتزل رجل من القوم، فقال ابن مسعود : ناولوا صاحبكم . فقال : لا أريد . فقال : أصائم أنت؟ قال : لا . قال : فما شأنك؟ قال : حرمت أن آكل ضرعا أبدا . فقال ابن مسعود : هذا من خطوات الشيطان، فاطعم وكفر عن يمينك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 127 ] وأخرج عبد بن حميد ، وأبو الشيخ ، عن أبي مجلز في قوله : ولا تتبعوا خطوات الشيطان قال : النذور في المعاصي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي قال : جاء رجل إلى الحسن ، فسأله وأنا عنده، فقال له : حلفت إن لم أفعل كذا وكذا أن أحج حبوا . فقال : هذا من خطوات الشيطان، فحج واركب، وكفر عن يمينك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عثمان بن غياث قال : سألت جابر بن زيد عن رجل نذر أن يجعل في أنفه حلقة من ذهب، فقال : هي من خطوات الشيطان، ولا يزال عاصيا لله، فليكفر عن يمينه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عكرمة قال : إنما سمي الشيطان لأنه تشيطن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن السدي في قوله : إنما يأمركم بالسوء قال : المعصية، والفحشاء قال : الزنى . وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون قال : هو ما كانوا يحرمون من البحائر والسوائب والوصائل والحوامي، ويزعمون أن الله حرم ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية