الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        صفحة جزء
                        [ ص: 559 ] وأما نسخ السنة بالقرآن ، فذلك جائز عند الجمهور ، وبه قال بعض من منع من نسخ القرآن بالسنة .

                        وللشافعي في ذلك قولان حكاهما القاضي أبو الطيب الطبري ، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي ، وسليم الرازي ، وإمام الحرمين ، وصححوا جميعا الجواز .

                        قال ابن برهان : هو قول المعظم .

                        وقال سليم : هو قول عامة المتكلمين والفقهاء .

                        وقال السمعاني : إنه الأولى بالحق ، وجزم به الصيرفي ، ولا وجه للمنع قط ، ولم يأت في ذلك ما يتشبث به المانع ، لا من عقل ، ولا من شرع بل ورد في الشرع نسخ السنة بالقرآن في غير موضع .

                        فمن ذلك قوله تعالى : قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية .

                        وكذلك نسخ صلحه - صلى الله عليه وآله وسلم - لقريش على أن يرد لهم النساء ، بقوله تعالى : فلا ترجعوهن إلى الكفار .

                        ونسخ تحليل الخمر بقوله تعالى : إنما الخمر والميسر الآية .

                        [ ص: 560 ] ونسخ تحريم المباشرة بقوله تعالى : فالآن باشروهن .

                        ونسخ صوم يوم عاشوراء بقوله تعالى : فمن شهد منكم الشهر فليصمه ونحو ذلك مما يكثر تعداده .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية