الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال تعالى في توضيح باطلهم:

                                                          ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون .

                                                          هذا باطلهم وهو أوضح باطل آمنوا به، يعبدون غير الله من دونه، وهو إشارة إلى مقام معبودهم من الله تعالى ما لا يملك لهم رزقا في السماوات والأرض، فلا يملك في السماء مطرا يحيي به الأرض بعد موتها، ولا في الأرض نباتا يأكل منه الإنسان والحيوان، ولا النعم الذي تكون في الأرض، ولا الثمرات التي تثمرها الغراس والأشجار، ولا يستطيعون أي لا تستطيع تلك المعبودات المزعومة أن تأتي بشيء من هذا، ولكنه ضلال العقل والوهم الذي يسيطر، وأعيد الضمير لمن يعقل تهكما بهم وعلى زعمهم، إذ يعبدونهم.

                                                          [ ص: 4222 ] و (شيئا) مفعول مطلق، أي: أي رزق كان ولو رزقا قليلا؛ لأنه حجر لا يقدر على شيء وليس فيه حياة، فكيف يعبده حي؟! ويصح أن يكون في معنى الصفة لرزق، أي: لا يملكون في السماوات والأرض شيئا أي: أي قدر كان.

                                                          وأنهم إذ يعبدون ما لا يملك رزقا في السماوات والأرض ولا في شيء، يشبهونهم بالله سبحانه وتعالى، ويجعلونهم مثله تبارك وتعالى عن الشبيه والمثيل، ولذا قال تعالى:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية