الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية السادسة

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا } .

                                                                                                                                                                                                              فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : في تفسير الخلفة : وفيها ثلاثة أقوال : الأول : أنه جعل أحدهما مخالفا للآخر ، يتضادان ، ويتعارضان وضعا ووقتا ، وبذلك نميز .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنه إذا مضى واحد جاء آخر ، ومنه قول أبي بن كعب : بها العيس والآرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم الثالث : معنى خلفة : ما فات في هذا خلفه في هذا .

                                                                                                                                                                                                              في الحديث الصحيح : { ما من امرئ تكون له صلاة بليل ، فغلبه عليها نوم ، فيصلي ما بين طلوع الشمس إلى صلاة الظهر إلا كتب الله له أجر صلاته ، وكان نومه صدقة عليه } . [ ص: 450 ] سمعت ذا الشهيد الأكبر يقول : إن الله خلق العبد حيا ، وبذلك كماله ، وسلط عليه آفة النوم ، وضرورة الحدث ، ونقصان الخلقة ، إذ الكمال للأول الخالق ، فما أمكن الرجل من دفع النوم بقلة الأكل والسهر في الطاعة فليفعل . ومن الغبن العظيم أن يعيش الرجل ستين سنة ينام ليلها ، فيذهب النصف من عمره لغوا ، وينام نحو سدس النهار راحة ، فيذهب ثلثاه ، ويبقى له من العمر عشرون سنة .

                                                                                                                                                                                                              ومن الجهالة والسفاهة أن يتلف الرجل ثلثي عمره في لذة فانية ، ولا يتلف عمره بسهره في لذة باقية عند الغني الوفي الذي ليس بعديم ولا ظلوم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية