الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر فتح طبرمين من صقلية

وفي هذه السنة سارت جيوش المسلمين بصقلية ، وأميرهم أحمد ( بن الحسن بن علي بن ) أبي الحسين إلى قلعة طبرمين من صقلية أيضا ، وهي بيد الروم ، فحصروها ، وهي من أمنع الحصون وأشدها على المسلمين ، فامتنع أهلها ، ودام الحصار عليهم ، فلما رأى المسلمون ذلك ، عمدوا إلى الماء الذي يدخلها فقطعوه عنها ، وأجروه إلى مكان آخر ، فعظم الأمر عليهم ، وطلبوا الأمان ، فلم يجابوا إليه ، فعادوا وطلبوا أن يؤمنوا على دمائهم ، ويكونوا رقيقا للمسلمين ، وأموالهم فيئا ، فأجيبوا إلى ذلك ، وأخرجوا من البلد ، وملكه المسلمون في ذي القعدة .

وكانت مدة الحصار سبعة أشهر ونصفا ، وأسكنت القلعة نفرا من المسلمين ، وسميت المعزية ، نسبة إلى المعز العلوي صاحب إفريقية ، وسار جيش إلى رمطة ( مع الحسن بن عمار ) ، فحصروها وضيقوا عليها ، فكان ما نذكره سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية