الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قالوا : تكليفهم بنقيض اجتهادهم ممتنع عقلا وسمعا ; لأنه مما لا يطاق .

            وأجيب بأنه كلفهم الإسلام وهو من المتأتي المعتاد ، فليس من المستحيل في شيء .

            التالي السابق


            ش - القائلون بأن المجتهدين في نفي ملة الإسلام لا إثم عليهم قالوا : تكليف الكفار نقيض ما أدى إليه اجتهادهم ممتنع عقلا وسمعا ; لأنه مما لا يطاق ; لأنه لا قدرة لهم على نقيض ما أدى إليه اجتهادهم .

            أجاب بأنا لا نسلم أن تكليفهم نقيض ما أدى إليه اجتهادهم [ ص: 307 ] ممتنع ، وإنما يكون محالا لو كان نقيض ما أدى إليه اجتهادهم محالا لذاته ، وليس كذلك ; لأنه ممكن في نفسه بل غايته أن نقيض ما أدى إليه اجتهادهم مناف لما تعودوه . والتكليف بالمنافي المعتاد واقع فضلا عن أن يكون جائزا .

            وذلك لأنهم كلفوا بالإسلام ، وهو من المنافي المعتاد وهو الكفر . فليس تكليفهم بنقيض ما أدى إليه اجتهادهم من المستحيل في شيء .




            الخدمات العلمية