الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 460 ] الآية الرابعة قوله تعالى : { وإذا بطشتم بطشتم جبارين }

                                                                                                                                                                                                              فيها مسألة واحدة : في نزولها خبر عمن تقدم من الأمم ، ووعظ من الله لنا في مجانبة ذلك الفعل الذي ذمهم به ، وأنكره عليهم قال مالك بن أنس : قال نافع : قال ابن عمر في قوله : { وإذا بطشتم بطشتم جبارين } قال : يعني به السوط وقال غيره بالقتل ; ويؤيد ما قال مالك قول الله تعالى ذكره عن موسى : { فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين } .

                                                                                                                                                                                                              وذلك أن موسى لم يسل عليه سيفا ، ولا طعنه برمح ; وإنما وكزه ، فكانت ميتته في وكزته . والبطش يكون باليد ، وأقله الوكز والدفع ، ويليه السوط والعصا ، ويليه الحديد ; والكل مذموم إلا بحق .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية