الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل الصلاة على الجنازة

                                                                                                          1040 حدثنا أبو كريب حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى يقضى دفنها فله قيراطان أحدهما أو أصغرهما مثل أحد فذكرت ذلك لابن عمر فأرسل إلى عائشة فسألها عن ذلك فقالت صدق أبو هريرة فقال ابن عمر لقد فرطنا في قراريط كثيرة وفي الباب عن البراء وعبد الله بن مغفل وعبد الله بن مسعود وأبي سعيد وأبي بن كعب وابن عمر وثوبان قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح قد روي عنه من غير وجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فله قيراط ) بكسر القاف قال الجوهري : أصله قراط بالتشديد ؛ لأن جمعه قراريط فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء ، قال : والقيراط : نصف دانق ، والدانق : سدس الدرهم فعلى هذا يكون القيراط جزءا من اثني عشر جزءا من الدرهم ، وأما صاحب النهاية فقال : القيراط جزء من أجزاء الدينار ، وهو نصف عشره في أكثر البلاد ، وفي الشام جزء من أربعة وعشرين جزءا ( حتى يقضى دفنها ) أي : يفرغ من دفنها ( أحدهما ، أو أصغرهما ) شك من الراوي ( مثل أحد ) . هذا تفسير للمراد هاهنا لا للفظ ( فذكرت ذلك ) هذا مقول أبي سلمة ( فرطنا ) من التفريط أي : ضيعنا كما في رواية لمسلم ( في قراريط كثيرة ) جمع قيراط أي : ضيعنا قراريط كثيرة من عدم المواظبة على حضور الدفن . بين ذلك مسلم في روايته من طريق ابن شهاب عن سالم بن عبد الله قال : كان ابن عمر يصلي على الجنازة ، ثم ينصرف فلما بلغه حديث أبي هريرة قال فذكره .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن البراء إلخ ) قال الحافظ في الفتح : وقع لي حديث الباب يعني : حديث أبي هريرة الذي ذكره الترمذي في هذا الباب من رواية عشرة من الصحابة غير أبي هريرة ، وعائشة من حديث ثوبان عند مسلم ، والبراء وعبد الله بن مغفل عند النسائي ، وأبي سعيد عند أحمد ، وابن مسعود عند أبي عوانة ، وأسانيد هؤلاء الخمسة صحاح ، ومن حديث أبي بن كعب عند ابن ماجه ، وابن عباس عند البيهقي في الشعب ، وأنس عند الطبراني في الأوسط ، وواثلة بن الأسقع عند ابن عدي ، وحفصة عند حميد بن زنجويه في فضائل الأعمال ، وفي كل من أسانيد هؤلاء الخمسة ضعف . انتهى .

                                                                                                          [ ص: 118 ] قوله : ( حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح ) ، وأخرجه الشيخان ، وغيرهما .




                                                                                                          الخدمات العلمية