الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الرابعة

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير } .

                                                                                                                                                                                                              فيها مسألتان :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : قوله : { ما خطبكما } إنما سألهما شفقة منه عليهما ورقة ; ولم تكن في ذلك الزمان أو في ذلك الشرع حجبة .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : { قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير } يعني لضعفنا لا نسقي إلا ما فضل عن الرعاء من الماء في الحوض .

                                                                                                                                                                                                              وقيل : كان الماء يخرج من البئر ، فإذا كمل سقي الرعاء ردوا على البئر حجرها ، فإن وجد في الحوض بقية كان ذلك سقيهما ، وإن لم تكن فيه بقية عطشت غنمهما ; فرق لهما موسى ، ورفع الحجر ، وكان لا يرفعه عشرة ، وسقى لهما ثم رده ، فذلك قولهما لأبيهما : { يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين } وهي :

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية