الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى { إحدى ابنتي هاتين } هذا يدل على أنه عرض لا عقد ; لأنه لو كان عقدا لعين المعقود عليها له ; لأن العلماء وإن كانوا قد اختلفوا في جواز البيع إذا قال له : بعتك أحد عبدي هذين بثمن كذا فإنهم اتفقوا على أن ذلك لا يجوز في النكاح ; لأنه خيار ، ولا شيء من الخيار يلصق بالنكاح .

                                                                                                                                                                                                              وقد روي أنه قال : أيتهما تريد ؟ قال : الصغرى . ثم قال موسى : لا ، حتى تبرئها مما في نفسك ، يريد حين قالت : { إن خير من استأجرت القوي الأمين } ، فامتلأت نفس صالح مدين غيرة ، وظن أنه قد كانت بينهما مراجعة في القول ومؤانسة ، فقال : من أين علمت ذلك ؟ فقال : أما قوته فرفعه الحجر من فم البئر وحده ، وكان لا يرفعه إلا عشرة رجال ، وأما أمانته فحين مشيت قال لي : كوني ورائي ، كما تقدم ذكره ، فحينئذ سكنت نفسه ، وتمكن أنسه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية