الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 190 ] ولما كان حاصل ما مضى الخلاف؛ والضلال؛ والنقمة؛ كان كأنه قيل: فبين لهم؛ وخوفهم؛ ليرجعوا؛ فإنا ما أرسلناك إلا لذلك؛ وما أنـزلنا ؛ أي: بما لنا من العظمة؛ من جهة العلو؛ عليك الكتاب ؛ أي: الجامع لكل هدى؛ ولما كان في سياق الدعاء؛ والبيان؛ عبر بما يقتضي الإيجاب؛ فقال: إلا لتبين ؛ أي: غاية البيان؛ لهم ؛ أي: لمن أرسلت إليهم؛ وهم الخلق كافة؛ الذي اختلفوا فيه ؛ من جميع الأمور؛ دينا ودنيا؛ لكونك أغزرهم علما؛ وأثقبهم فهما؛ وعطف على موضع "لتبين"؛ ما هو فعل المنزل؛ فقال (تعالى): وهدى ؛ أي: بيانا شافيا؛ ورحمة ؛ أي: وإكراما بمحبة.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان ذلك ربما شملهم؛ وهم على ضلالهم؛ نفاه بقوله (تعالى): لقوم يؤمنون ؛ والتبيين: معنى يؤدي إلى العلم بالشيء؛ منفصلا عن غيره؛ وقد يكون عن المعنى نفسه؛ وقد يكون عن صحته؛ والبرهان لا يكون إلا عن صحته؛ فهو أخص؛ والاختلاف: ذهاب كل إلى غير جهة صاحبه؛ والهدى: بيان طريق العلم المؤدي إلى الحق.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية