الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الزهراني ( خ ، م )

                                                                                      الإمام الحافظ المقرئ المحدث الكبير أبو الربيع ، سليمان بن داود الأزدي ، العتكي الزهراني البصري ، أحد الثقات .

                                                                                      ولد سنة نيف وأربعين ومائة .

                                                                                      وسمع من : جرير بن حازم ، ومالك بن أنس ، وفليح بن سليمان ، ونافع بن أبي نعيم القارئ ، وحماد بن زيد ، وأبي شهاب الحناط ، وشريك القاضي ، وطائفة كبيرة .

                                                                                      وطال عمره ، وتفرد في وقته ، وقد ذكره أبو عمرو الداني في " طبقات القراء " وقال : له كتاب جامع في القراءات ، سمع من نافع حرفين ، ومن حفص الغاضري ، وعبد الوارث التنوري ، وذكر جماعة من شيوخه ، وما ذكر أحدا تلا عليه .

                                                                                      حدث عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وعلي بن المديني ، وأحمد بن حنبل ، وابن راهويه ، والذهلي ، وأبو زرعة ، وإدريس بن عبد [ ص: 677 ] الكريم ، وأبو يعلى الموصلي ، وأبو القاسم البغوي ، ويوسف القاضي ، وزكريا الساجي ، وعمران بن موسى بن مجاشع السختياني ، وخلق كثير .

                                                                                      وثقه يحيى بن معين ، وأبو زرعة الرازي ، والنسائي ، وغيرهم .

                                                                                      فأما قول عبد الرحمن بن خراش فيه ، فلا يساوي السماع ، فإنه قال : تكلم الناس فيه ، وهو صدوق .

                                                                                      قلت : بل أجمعوا على الاحتجاج به .

                                                                                      وقد توفي في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين .

                                                                                      وقع لنا من موافقاته العالية .

                                                                                      فصل

                                                                                      وقد كان في هذا العصر سليمان بن داود جماعة : هو أجلهم .

                                                                                      والشاذكوني وهو أحفظهم .

                                                                                      والختلي أبو الربيع شيخ لمسلم ، ثقة مشهور .

                                                                                      وأبو الربيع المهري صاحب ابن وهب : حدث عنه أبو داود ، والنسائي .

                                                                                      والحافظ أبو داود اليمامي من شيوخ أبي زرعة ، وأبي حاتم ، ليس بمشهور .

                                                                                      وأبو أحمد الرازي القزاز : روى عنه ابن أبي حاتم ووثقه ، وقال : سمع ابن عيينة ، ومعن بن عيسى .

                                                                                      وأبو داود النيسابوري الخفاف من شيوخ ابن خزيمة ، يروي عن عبد الله بن رجاء .

                                                                                      [ ص: 678 ] وشيخ مسلم أبو داود المباركي ، اشتهر أنه سليمان بن داود ، وليس بصواب ، بل هو سليمان بن محمد ، كما حرره ابن نقطة وغيره .

                                                                                      أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق المقرئ ، أخبرنا الإمام شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردي ، أخبرنا هبة الله بن محمد الشبلي ( ح ) وأخبرنا علي بن أحمد الحسيني ، أخبرنا محمد بن أحمد المؤرخ ، أخبرنا محمد بن عبيد الله قالا : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن بلال : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بين العمودين تلقاء وجهه في جوف الكعبة .

                                                                                      أخرجه مسلم عن الزهراني .

                                                                                      وبه حدثنا أبو الربيع ، حدثنا حماد ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر ، عن بلال قال : صلى رسول الله في البيت .

                                                                                      وقال ابن عباس : لم يصل فيه ، إنما كبر في نواحيه .

                                                                                      قلت : هذا ظن من ابن عباس لا يقاوم رؤية بلال ، والمثبت معه زيادة علم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية