الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفاة الخليفة المستظهر بالله

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهو أبو العباس أحمد بن أمير المؤمنين المقتدي بأمر الله ، كان خيرا فاضلا ذكيا بارعا ، كتب الخط المنسوب ، وكانت أيامه ببغداد كأنها الأعياد ، وكان راغبا في البر والخير مسارعا إلى ذلك ; لا يرد سائلا ، وكان جميل المعاشرة ، لا يصغي إلى أقوال الوشاة في الناس ولا يثق بالمباشرين ، وقد ضبط أمور الخلافة جيدا وأحكمها وعرفها وعلمها ، ولديه علم كثير ، وفضل كبير ، وشعر حسن قد ذكرناه أولا عند ذكر خلافته ، وقد ولي غسله ابن عقيل وابن السني ، وصلى عليه ولده أبو منصور الفضل ، وكبر أربعا ، ودفن في حجرة كان يسكنها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 237 ] والعجب أنه لما مات السلطان ألب أرسلان مات بعده الخليفة القائم بأمر الله ، ثم لما مات السلطان ملكشاه مات بعده المقتدي بأمر الله ، ثم لما مات السلطان محمد مات بعده المستظهر بالله ؛ رحمهم الله . وكانت وفاة المستظهر بالله في سادس عشر ربيع الآخر من هذه السنة ، وله من العمر إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوما .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية