الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما إذا حاضت قبل طواف الإفاضة ، فليس لها أن تنفر حتى تطوف بعد الطهر : لحديث صفية رضي الله عنها ، وليس على الجمال انتظارها حتى تطهر بأن تنفر مع الناس ، ولها أن تركب في موضع غيرها .

                                                                                                                                            وقال مالك : على الجمال أن يحتبس لها مدة أكثر الحيض ، وفضل ثلاثة أيام استدلالا بما روي عن أبي هريرة أنه قال : أجيران وليس بأجيرين ، امرأة صحبت قوما في الحج فحاضت ، فليس لهم أن ينفروا حتى تطهر وتطوف بالبيت ، أو تأذن لهم ، والرجل إذا شيع الجنازة فليس له أن يرجع حتى يدفن أو يأذن له وليها .

                                                                                                                                            والدلالة على ما قلناه رواية عمرو بن يحيى المازني عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ضرر ولا إضرار ، من ضار أضر الله به ، ومن شاق شق الله عليه . وفي احتباس الجمال إضرار به ؛ ولأنه لو حبسها مرض لم يلزمه انتظار برئها ، فكذلك إذا حبسها حيض ، لم يلزمه انتظار طهرها ، فأما حديث أبي هريرة فقد أنكره زيد بن ثابت ، وقال : ليس لهم علينا أمره ، فهذا آخر ما أمر بفعله من مناسكه في حجه وعمرته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية