الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 125 ] وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار . أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار . كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا أي: عبثا ذلك ظن الذين كفروا أن ذلك خلق لغير شيء، وإنما خلق للثواب والعقاب .

                                                                                                                                                                                                                                      أم نجعل الذين آمنوا قال مقاتل: قال كفار قريش للمؤمنين: إنا نعطى في الآخرة مثل ما تعطون، فنزلت هذه الآية . وقال ابن السائب: نزلت في الستة الذين تبارزوا يوم بدر، علي رضي الله عنه، وحمزة رضي الله عنه، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنه، وعتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة، فذكر أولئك بالفساد في الأرض لعملهم فيها بالمعاصي، وسمى المؤمنين بالمتقين لاتقائهم الشرك، وحكم الآية عام .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: كتاب أي: هذا كتاب، يعني القرآن، وقد بينا معنى بركته في سورة [الأنعام: 92] .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 126 ] ليدبروا آياته وقرأ عاصم في رواية: "لتدبروا آياته" بالتاء خفيفة الدال، أي: ليتفكروا فيها فيتقرر عندهم صحتها وليتذكر بما فيه من المواعظ أولو الألباب ، وقد سبق بيان هذا [الرعد: 19] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية