الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن أذن فأفسده لم يلزمه إذن للقضاء على الأصح ، وما لزمه عن خطإ أو ضرورة ، فإن أذن له السيد في الإخراج ، [ ص: 405 ] وإلا صام بلا منع ، وإن تعمد : فله منعه ، وإن أضر به في عمله

التالي السابق


( وإن أذن ) السيد لرقيقه في الإحرام وأحرم ( فأفسد ) العبد ما أحرم به بنحو جماع ( لم يلزمه ) أي : السيد ( إذن ) ثان ( للقضاء ) عند أشهب خلافا لأصبغ قائلا ; لأنه من آثار إذنه ( على الأصح ) عند محمد من قوليهما ، قال والأول أصوب وظاهر الموازية أن الفوات كالإفساد سند وإن أراد لما فاته أن يعتمر ليحل وأراد سيده منعه وإحلاله مكانه ، فقال أشهب إن كان قريبا فلا يمنعه ، وإن كان بعيدا فله منعه . فإما أن يبقيه على إحرامه وإما أن يأذن له في فسخه في عمرة ( وما لزمه ) أي : العبد المأذون له في الإحرام ( عن خطأ ) صدر منه كأن فاته الحج لخطأ عدد أو هلال أو طريق أو في قتل صيد ( أو ) عن ( ضرورة ) كلبس أو تطيب لتداو ( فإن أذن له السيد في الإخراج ) لما لزمه من [ ص: 405 ] هدي أو فدية فعل من مال سيده أو من ماله فقد أفاد أبو الحسن على المدونة أن مال العبد يحتاج في الإخراج لإذن سيده خلافا لظاهر قولها لا يحتاج في ماله لإذن من سيده في الإخراج .

( وإلا ) أي وإن لم يأذن له سيده في الإخراج ( صام بلا منع ) من السيد أي : ليس له منعه من الصيام وإن أضر به في عمله ( وإن تعمد ) الرقيق موجب الهدي أو الفدية ( فله ) أي : السيد ( منعه ) من الإخراج والصوم ( إن أضر ) الصوم ( به ) أي : السيد ( في عمله ) أي : الرقيق لسيده لإدخاله على نفسه ، وبقي من موانع الحج الدين الحال أو الذي يحل في غيبته وهو موسر فيمنع من الخروج للحج إلا أن يوكل من يقضيه عند حلوله فإن اتهمه بعدم عوده حلفه وليس له تحليله إن أحرم ولا له هو التحلل والأبوة فللأبوين المنع من التطوع ومن الفرض على إحدى روايتين قاله في الجواهر ، ولكن سيأتي في الجهاد كوالدين في فرض كفاية وهو يفيد المنع من التطوع لا من حجة الإسلام




الخدمات العلمية