الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما بين - سبحانه - حاصل أمرهم في البعث؛ وما بعده؛ وكان من أهم المهم أمرهم في الموقف مع شركائهم الذين كانوا يترجونهم؛ عطف على ذلك قوله (تعالى): وإذا رأى ؛ أي: بالعين؛ يوم القيامة؛ الذين أشركوا ؛ فأظهر أيضا الوصف المناسب للمقام؛ شركاءهم ؛ أي: الآلهة التي كانوا يدعونها شركاء؛ قالوا ربنا ؛ يا من أحسن إلينا؛ وربانا؛ هؤلاء شركاؤنا ؛ أضافوهم إلى أنفسهم؛ لأنه لا حقيقة لشركتهم سوى تسميتهم لها؛ الموجبة لضرهم; ثم بينوا المراد بقولهم: الذين كنا ندعوا ؛ أي: نعبد.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانت المراتب متكثرة دون رتبته - سبحانه - لأن علوه غير منحصر؛ أدخل الجار؛ فقال (تعالى): من دونك ؛ ليقربونا إليك؛ فأكرمنا لأجلهم؛ [ ص: 231 ] جريا على منهاجهم في الدنيا في الجهل؛ والغباوة؛ فخاف الشركاء من عواقب هذا القول؛ والإقرار عليه؛ سطوات الغضب؛ فألقوا ؛ أي: الشركاء؛ إليهم ؛ أي: المشركين؛ القول ؛ أي: بادروا به؛ حتى كان إسراعه إليهم إسراع شيء ثقيل يلقى من علو; وأكدوا قولهم؛ لأنه مطاعنة لقول المشركين؛ فقالوا: إنكم لكاذبون ؛ في جعلنا شركاء؛ وأنا نستحق العبادة؛ أو نشفع؛ أو يكون لنا أمر نستحق به أن نذكر؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية