الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  20559 أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر ، عن الزهري ، قال : أخبرني أنس بن مالك ، قال : كنا يوما جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة " ، قال : فطلع رجل من أهل الأنصار تنطف لحيته من وضوئه ، قد علق نعليه في يده الشمال فسلم ، فلما كان الغد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل على مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال : إني لاحيت أبي ، فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن تئويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت ، قال : نعم ، قال أنس : كان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال ، فلم يره يقوم من الليل شيئا ، غير أنه إذا تعار انقلب على فراشه ، وذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر ، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما [ ص: 288 ] مضت الثلاث ، وكدت أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، لم يكن بيني وبين والدي هجرة ولا غضب ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات : " يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة " فطلعت ثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك ، فأقتدي بك ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت قال : فانصرفت عنه ، فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ، ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه إليه ، فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك هي التي لا نطيق .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية