الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة :

                                                                                                                                                                                                              ذكر المؤرخون أنه كان لقمان بن عاد الأكبر ، وكان لقمان الأصغر ، وليس بلقمان المذكور في القرآن . وكان لقمان هذا الذي تذكره العرب حكيما . [ ص: 529 ] وفي أخبارها أن أخت لقمان كانت امرأة محمقة ، وكان لقمان حكيما نجيا ، فقالت أخته لامرأته : هذه ليلة طهري فهبي لي ليلتك ، طمعا في أن تعلق من أخيها بنجيب ، ففعلت ، فحملت من أخيها ، فولدت لقيم بن لقمان ، وفيه يقول النمر بن تولب :


                                                                                                                                                                                                              لقيم بن لقمان من أخته فكان ابن أخت لها وابنا     ليالي حمق فاستحصنت
                                                                                                                                                                                                              عليه فغر بها مظلما     فقر به رجل محكم
                                                                                                                                                                                                              فجاءت به رجلا محكما



                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة :

                                                                                                                                                                                                              ذكر مالك كلاما كثيرا من الحكمة عن لقمان ، وأدخل من حكمته فصلا في كتاب الجامع من موطئه ; لأن الله ذكره في كتابه ، وذكر من حكمته فصلا يعضده الكتاب والسنة ، لينبه بذلك على أن الحكمة تؤخذ من كل أحد ، وجائز أن يكون نبيا ، وجائز أن يكون عالما أي أوتي الحكمة ، وهي العمل بالعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية