الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد . كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب . وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ما يجادل في آيات الله أي: ما يخاصم فيها بالتكذيب لها ودفعها بالباطل إلا الذين كفروا وباقي الآية في [آل عمران: 196]; والمعنى: إن عاقبة أمرهم إلى العذاب كعاقبة من قبلهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه فيه قولان . أحدهما: ليقتلوه، قاله ابن عباس، وقتادة . والثاني: ليحبسوه ويعذبوه، ويقال للأسير: أخيذ، حكاه ابن قتيبة . قال الأخفش: وإنما قال: "ليأخذوه" فجمع على الكل، لأن الكل مذكر ومعناه معنى الجماعة . وما بعد هذا مفسر في [الكهف: 56] إلى قوله: فأخذتهم أي: عاقبتهم وأهلكتهم [ ص: 208 ] فكيف كان عقاب استفهام تقرير لعقوبتهم الواقعة بهم . وكذلك أي: مثل الذي حق على الأمم المكذبة حقت كلمت ربك بالعذاب، وهي قوله: لأملأن جهنم [الأعراف: 18]على الذين كفروا من قومك . وقرأ نافع، وابن عامر: ( حقت كلمات ربك ) ، أنهم قال الأخفش: لأنهم أو بأنهم أصحاب النار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية