الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة [ 208 ]

                                                                                                                                                                                                                                        قال الكسائي : السلم والسلم واحد ، وكذا هو عند أكثر البصريين ، إلا أن أبا عمرو فرق بينهما وقرأ ههنا ( ادخلوا في السلم ) ، وقال : هو في الإسلام ، وقرأ التي في الأنفال والتي في سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - : " السلم " بفتح السين ، وقال : هي بالفتح المسالمة . وقال عاصم الجحدري : السلم الإسلام ، والسلم الصلح ، والسلم الاستسلام . ومحمد بن يزيد ينكر هذه التفريقات ، وهي تكثر عن أبي عمرو ، واللغة لا تؤخذ هكذا ، وإنما تؤخذ بالسماع لا بالقياس ، ويحتاج من فرق إلى دليل ، وقد حكى البصريون : بنو فلان سلم وسلم وسلم بمعنى واحد ، ولو صح التفريق لكان المعنى واحدا لأنه إذا دخل في الإسلام فقد دخل في المسالمة والصلح . والسلم مؤنثة ، وقد تذكر . ( كافة ) نصب على الحال ، وهو مشتق من قولهم : كففت أي منعت ، أي لا يمتنع منكم أحد ، ومنه قيل : مكفوف ، وكفة الميزان ، وقيل : كف لأنه يمتنع بها . " ولا تتبعوا " نهي " خطوات الشيطان " مفعول ، وقد ذكرناه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية