الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20907 9134 - (21416) - (5\159) عن أبي أسماء: أنه دخل على أبي ذر، وهو بالربذة، وعنده امرأة له سوداء مشبعة ليس عليها أثر المجاسد ولا الخلوق، قال: [ ص: 431 ] فقال: ألا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السويداء؟ تأمرني أن آتي العراق، فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم، وإن خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلي: " أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة، وإنا نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار " وحدث مطر، أيضا بالحديث أجمع في قول أحدهما: أن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار. وقال الآخران: نأتي عليه وفي أحمالنا اضطمار، أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير.

التالي السابق


* قوله : "سوداء مشبعة": - اسم مفعول من الإشباع - أي: كثيرة السواد.

* "أثر المجاسد": - بالجيم - : جمع مجسد - بضم الميم وفتح السين - وهو الثوب المصبوغ بالزعفران أو العصفر، يقال: أجسدت الثوب: إذا صبغته بالزعفران أو العصفر.

* "ولا الخلوق": - بفتح الخاء - : طيب مركب من الزعفران وغيره.

* "جسر جهنم": - بفتح جيم أو كسرها - : الصراط.

* "دحض": - بفتح فسكون أو بفتحتين - وهو ألا تثبت الأقدام.

* "ومزلة": - بكسر زاي وفتحها - بمعنى: الدحض.

* "اقتدار": أي: توسط.

* "اضطمار": كأنه افتعال الضمر؛ أي: خلو وخفة.

* "مواقير": أي: أصحاب أثقال.




الخدمات العلمية