الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 345 ] القول في تأويل قوله ( لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ( 18 ) )

قال أبو جعفر : وهذا قسم من الله جل ثناؤه . أقسم أن من اتبع من بني آدم عدو الله إبليس وأطاعه وصدق ظنه عليه ، أن يملأ من جميعهم - يعني : من كفرة بني آدم تباع إبليس ، ومن إبليس وذريته - جهنم . فرحم الله امرأ كذب ظن عدو الله في نفسه ، وخيب فيها أمله وأمنيته ، ولم يمكن من "طمع طمع" فيها عدوه ، واستغشه ولم يستنصحه ، فإن الله تعالى ذكره إنما نبه بهذه الآيات عباده على قدم عداوة عدوه وعدوهم إبليس لهم ، وسالف ما سلف من حسده لأبيهم ، وبغيه عليه وعليهم ، وعرفهم مواقع نعمه عليهم قديما في أنفسهم ووالدهم ليدبروا آياته ، وليتذكر أولو الألباب ، فينزجروا عن طاعة عدوه وعدوهم إلى طاعته وينيبوا إليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية