الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع

                                                                                                                قال : أنكر مالك رواية ( أحاديث ) أهل البدع من التجسيم وغيره ، ( ولم ينكر حديث الضحك ولا حديث التنزيل ، وأنكر حديث أن العرش اهتز لموت سعد .

                                                                                                                تنبيه : الأصحاب متفقون على إنكار البدع ، ابن أبي زيد ، وغيره ) ، ولا يستقيم ذلك على ظاهره ; لأنها خمسة أقسام واجبة : كتدوين القرآن ، والشرائع إن خيف عليها الضياع ، فإن التبليغ لمن بعدنا من القرون واجب إجماعا ; [ ص: 235 ] ومحرمة كالمكوس الحادثة وغيرها ; ومندوبة كصلاة التراويح ، وإقامة صور الأئمة ، والقضاة بالملابس ، وغيرها من الزخارف والسياسات ، وربما وجبت ; ومكروهة كتخصيص الأيام الفاضلة وغيرها بنوع من العبادة ; ومباحة كاتخاذ المناخل ، ففي الأثر عن عائشة رضي الله عنها : أول شيء أحدثه الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المناخل ، لكن إصلاح الأغذية المباحة مباح ، فالبدعة إذا عرضت تعرض على قواعد الشرع ، وأدلته ، فإن اقتضتها قاعدة تحريم حرمت ، أو إيجاب وجبت ، أو إباحة أبيحت ، وإن نظر إليها من حيث الجملة بالنظر إلى كونها بدعة مع قطع النظر عما يتقاضها كرهت ، فهذا تفصيل أحوال البدع ، فيتمسك بالسنن ما أمكن ، ولبعض السلف الصالح يسمى أبا العباس الأبياني الأندلسي : ثلاث لو كتبن في ظفر لوسعهن وفيهن خير الدنيا والآخرة : اتبع لا تبتدع ، اتضع لا ترتفع ، من ورع لا تتسع ، وسيأتي في الأفعال فروع عديدة من البدع مفردة إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية