الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
لوقفة الجمعة مزية سبعين حجة . ويغفر فيها لكل فرد بلا واسطة .

التالي السابق


مطلب في فضل وقفة الجمعة ( قوله لوقفة الجمعة إلخ ) في الشرنبلالية عن الزيلعي : { أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة ; وهو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة } ; رواه رزين بن معاوية في تجريد الصحاح ا هـ لكن نقل المناوي عن بعض الحفاظ أن هذا حديث باطل لا أصل له . نعم ذكر الغزالي في الإحياء قال بعض السلف إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غفر لكل أهل عرفة ; وهو أفضل يوم في الدنيا ; وفيه { حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ; وكان واقفا إذ نزل قوله - { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي } - فقال أهل الكتاب : لو أنزلت هذه الآية : علينا لجعلناه يوم عيد ; فقال عمر رضي الله عنه : أشهد لقد أنزلت في يوم عيدين اثنين : يوم عرفة ويوم جمعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة } : . ا هـ . ( قوله بلا واسطة ) في المنسك الكبير للسندي : فإن قيل : قد ورد أنه يغفر لجميع أهل الوقف مطلقا فما وجه تخصيص ذلك بيوم الجمعة ؟ قيل لأنه يغفر [ ص: 622 ] يوم الجمعة بلا واسطة وفي غيره يهب قوما لقوم ، وقيل إنه يغفر في وقفة الجمعة للحاج وغيره وفي غيره للحاج فقط . فإن قيل : قد يكون في الموقف من لا يقبل حجه فكيف يغفر له ؟ قيل يحتمل أن تغفر له الذنوب ولا يثاب ثواب الحج المبرور ، فالمغفرة غير مقيدة بالقبول ، والذي يوجب هذا أن الأحاديث وردت بالمغفرة لجميع أهل الموقف فلا بد من هذا القيد ، والله أعلم . مطلب في الحج الأكبر [ تتمة ] قال العلامة نوح في رسالته المصنفة في تحقيق الحج الأكبر : قيل إنه الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المشهور . وقيل يوم عرفة جمعة أو غيرها ، وإليه ذهب ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وغيرهم ، وقيل يوم النحر وإليه ذهب علي وابن أبي أوفى والمغيرة بن شعبة ، وقيل إنه أيام منى كلها ، وهو قول مجاهد وسفيان الثوري . وقال مجاهد : الحج الأكبر القران والأصغر الإفراد . وقال الزهري والشعبي وعطاء : الأكبر الحج والأصغر العمرة




الخدمات العلمية