الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : { وأزواجه أمهاتهم } ولسن لهم بأمهات ، ولكن أنزلن منزلتهن في الحرمة ، كما يقال : زيد الشمس ، أي أنزل في حسنه منزلة الشمس ، وحاتم البحر أي أنزل في عموم جوده بمنزلة البحر ; كل ذلك تكرمة للنبي صلى الله عليه وسلم وحفظا لقلبه من التأذي بالغيرة .

                                                                                                                                                                                                              قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار : { تعجبون من غيرة سعد ، لأنا أغير منه ، والله أغير مني } . ولهذا قال : { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا [ ص: 542 ] أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما } . ولم ينزل في هذه الحرمة أحد منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ولا روعيت فيه هذه الخصيصة ، وإن غار وتأذى ; ولكنه محتمل مع حظ المنزلة من خفيف الأذى .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : قال بعض المفسرين : حرم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على الخلق من بعده ، وإنما أخذه من قوله : { ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما } فكل من طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلى عنها في حياته فقد اختلف في ثبوت هذه الحرمة بينه وبينهن ، فقيل : هي لمن دخل بها دون من فارقها قبل الدخول .

                                                                                                                                                                                                              وقد هم عمر برجم امرأة فارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكحت بعده ، فقالت له : ولم ؟ وما ضرب علي رسول الله صلى الله عليه وسلم حجابا ولا دعيت أم المؤمنين . فكف عنها .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية