الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2448 ) مسألة : قال : أبو القاسم ، رحمه الله : ( فإذا دخل المسجد ، فالاستحباب له أن يدخل من باب بني شيبة ، فإذا رأى البيت رفع يديه وكبر ) إنما استحب دخول المسجد من باب بني شيبة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل منه ، وفي حديث جابر ، الذي رواه مسلم وغيره ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ارتفاع الضحى ، وأناخ راحلته عند باب بني شيبة ، ودخل المسجد } . ويستحب رفع اليدين عند رؤية البيت . روي ذلك عن ابن عمر ، وابن عباس . وبه قال الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، وإسحاق .

                                                                                                                                            وكان مالك لا يرى رفع اليدين ; لما روي عن المهاجر المكي ، قال : سئل جابر بن عبد الله ، عن الرجل يرى البيت ، أيرفع يديه ؟ قال : ما كنت أظن أحدا يفعل هذا إلا اليهود ، حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن يفعله . رواه النسائي .

                                                                                                                                            ولنا ، ما روى أبو بكر بن المنذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن : افتتاح الصلاة ، واستقبال البيت ، وعلى الصفا والمروة ، وعلى الموقفين والجمرتين } . وهذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم وذاك من قول جابر ، وخبره عن ظنه وفعله ، وقد خالفه ابن عمر ، وابن عباس . ولأن الدعاء مستحب عند رؤية البيت ، وقد أمر برفع اليدين عند الدعاء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية