الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا أبو أحمد ) اسمه محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم ( الزبيري ) بالتصغير ( حدثنا سفيان ) أي الثوري على ما في الأصل المصحح [ ص: 290 ] ( عن أبي هاشم عن إسماعيل بن رياح ) بكسر الراء وتحتية ( عن رياح بن عبيدة ) بفتح فكسر ( عن أبي سعيد الخدري ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه ) أي من أكل مأكوله الذي كان يأكل منه في بيته مع أهله ، أو مع أضيافه ، أو في منزل المضيف ، على ما يدل عليه صيغة الجمع الآتي ، ويمكن أنه لما شارك أمته الضعيفة ، مع ذاته الشريفة ( قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ) أي موحدين منقادين لجميع أمور الدين ، قيل : وفائدة إيراد الحمد بعد الطعام أداء شكر المنعم ، وطلب زيادة النعمة ، لقوله تعالى : لئن شكرتم لأزيدنكم وفيه استحباب حمد الله تعالى عند تجدد النعمة ، في حصول ما كان الإنسان يتوقع حصوله ، واندفاع ما كان يخاف وقوعه .

ثم لما كان باعث الحمد هنا هو الطعام ، ذكره أولا لزيادة الاهتمام به ، وكان السقي من تتمته ؛ لكونه مقارنا له في التحقيق غالبا ، ثم استطرد من ذكر النعم الظاهرة إلى النعم الباطنة ، فذكر ما هو أشرفها ، وختم به ; لأن المدار على حسن الخاتمة مع ما فيه من الإشارة إلى الانقياد في الأكل والشرب وغيرهما ، قدرا ووصفا ووقتا واحتياجا واستغناء بحسب ما قدر له وقضاه .

التالي السابق


الخدمات العلمية