الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس . فمن لا يقدر على أن يخلق يكون عاجزا ، والعاجز لا يصلح أن يكون إلها . قال تعالى : أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ( الأعراف : 191 ) . وقال تعالى : أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ( النحل : 17 ) . وكذا قوله تعالى : قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ( الإسراء : 42 ) .

وفيها للمتأخرين قولان :

أحدهما : لاتخذوا سبيلا إلى مغالبته .

والثاني ، وهو الصحيح المنقول عن السلف ، كقتادة وغيره ، وهو الذي ذكره ابن جرير لم يذكر غيره : لاتخذوا سبيلا بالتقرب إليه ، كقوله تعالى : إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ( الدهر : 29 ) . وذلك أنه قال : لو كان معه آلهة كما يقولون وهم [ ص: 42 ] لم يقولوا : أن العالم له صانعان ، بل جعلوا معه آلهة اتخذوهم شفعاء ، وقالوا : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ( الزمر : 3 ) ، بخلاف الآية الأولى .

التالي السابق


الخدمات العلمية