الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 448 ] القول في تأويل قوله ( الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون ( 45 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : إن المؤذن بين أهل الجنة والنار يقول : " أن لعنة الله على الظالمين " ، الذين كفروا بالله وصدوا عن سبيله ( ويبغونها عوجا ) ، يقول : حاولوا سبيل الله وهو دينه " أن يغيروه ويبدلوه عما جعله الله له من استقامته ( وهم بالآخرة كافرون ) ، يقول : وهم لقيام الساعة والبعث في الآخرة والثواب والعقاب فيها جاحدون .

والعرب تقول للميل في الدين والطريق : " عوج " بكسر " العين " ، وفي ميل الرجل على الشيء والعطف عليه : " عاج إليه يعوج عياجا وعوجا وعوجا " ، بالكسر من " العين " والفتح ، كما قال الشاعر :


قفا نسأل منازل آل ليلى على عوج إليها وانثناء



ذكر الفراء أن أبا الجراح أنشده إياه بكسر العين من " عوج " ، فأما ما كان خلقة في الإنسان ، فإنه يقال فيه : " عوج ساقه " ، بفتح العين .

التالي السابق


الخدمات العلمية