الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=30440_29005قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا )
ثم قال تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=32قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ) .
ردا لما قالوا إن كفرنا كان لمانع ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=32أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ) يعني : المانع ينبغي أن يكون راجحا على المقتضي حتى يعمل عمله ، والذي جاء به هو الهدى ، والذي صدر من المستكبرين لم يكن شيئا يوجب الامتناع من قبول ما جاء به فلم يصح تعليلكم بالمانع ، ثم بين أن كفرهم كان إجراما من حيث إن المعذور لا يكون معذورا إلا لعدم المقتضي أو لقيام المانع ولم يوجد شيء منهما .
ثم قال تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا ) .
لما ذكر المستكبرون أنا ما صددناكم وما صدر منا ما يصلح مانعا وصارفا اعترف المستضعفون به وقالوا : ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33بل مكر الليل والنهار ) منعنا ، ثم قالوا لهم إنكم وإن كنتم ما أتيتم بالصارف القطعي والمانع القوي ولكن انضم أمركم إيانا بالكفر إلى طول الأمد والامتداد في المدد فكفرنا فكان قولكم جزء السبب ، ويحتمل وجها آخر وهو أن يكون المراد بل مكركم بالليل والنهار فحذف المضاف إليه . وقوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33إذ تأمروننا أن نكفر بالله ) أي : ننكره ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33ونجعل له أندادا ) هذا يبين أن المشرك بالله مع أنه في الصورة مثبت لكنه في الحقيقة منكر لوجود الله لأن من يساويه المخلوق المنحوت لا يكون إلها ، وقوله في الأول : ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=31يرجع بعضهم إلى بعض ) [ ص: 226 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=31القول ) يقول الذين استضعفوا بلفظ المستقبل ، وقوله في الآيتين المتأخرتين ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=32قال الذين استكبروا ) ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33وقال الذين استضعفوا ) بصيغة الماضي مع أن السؤال والتراجع في القول لم يقع ؛ إشارة إلى أن ذلك لا بد وأن يقع ، فإن الأمر الواجب الوقوع يوجد كأنه وقع ، ألا ترى إلى قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=30إنك ميت وإنهم ميتون ) [ الزمر : 30 ] .