الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) الآية [ 105 ] .

                                                                                                                                                                  قال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

                                                                                                                                                                  420 - كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل هجر - وعليهم منذر بن ساوى - يدعوهم إلى الإسلام ، فإن أبوا فليؤدوا الجزية ، فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من العرب واليهود ، والنصارى ، والصابئين ، والمجوس ، فأقروا بالجزية ، وكرهوا الإسلام ، وكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، وأما أهل الكتاب والمجوس فاقبل منهم الجزية " ، فلما قرأ عليهم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلمت العرب ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأعطوا الجزية ، فقال منافقو العرب : عجبا من محمد يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ، ولا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب ، فلا نراه إلا قبل من مشركي أهل هجر ما رد على مشركي العرب ! فأنزل الله تعالى : ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) يعني من ضل من أهل الكتاب .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية