الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2529 ) مسألة : قال : ( فإذا بلغ محسرا أسرع ، ولم يقف حتى يأتي منى ، وهو مع ذلك ملب ) يستحب الإسراع في وادي محسر ، وهو ما بين جمع ومنى ، فإن كان ماشيا أسرع ، وإن كان راكبا حرك دابته ; لأن جابرا قال في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم : { إنه لما أتى بطن محسر حرك قليلا } . ويروى أن عمر رضي الله عنه ، لما أتى محسر أسرع ، وقال :

                                                                                                                                            إليك تعدو قلقا وضينها مخالفا دين النصارى دينها     معترضا في بطنها جنينها

                                                                                                                                            وذلك قدر رمية بحجر ، ويكون ملبيا في طريقه ، فإن الفضل بن عباس كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، وروى { أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة } متفق عليه .

                                                                                                                                            وفي لفظ عنه ، { قال : شهدت الإفاضتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة ، وهو كاف بعيره ، ولبى حتى رمى جمرة العقبة } . وعن الأسود ، قال : أفاض عمر عشية عرفة ، وهو يلبي بثلاث : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك . ولأن التلبية من شعار الحج ، فلا يقطع إلا بالشروع في الإحلال ، وأوله رمي جمرة العقبة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية