الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                النوع الرابع والعشرون : ترك الإنسان ما لا يعنيه

                                                                                                                وفي " الجواهر " : لا ينبغي للإنسان أن يرى إلا محصلا حسنة لمعاده ، أو درهما لمعاشه ، ويترك ما لا يعنيه ، ويتحرس من نفسه ، ويقف عما أشكل عليه ، ويقلل الرواية جهده ، وينصف جلساءه ، ويلين لهم جانبه ، ويلتزم الصبر ويصفح عن زلة جليسه ، وإن جالس عالما نظر إليه بعين الإجلال ، وينصت له عند المقال ، وإن راجعه راجعه تفهما ، ولا يعارضه في جواب سائل سأله ، فإنه يلبس بذلك على السائل ، ويزري بالمسئول ، وبقدر إجلال الطالب للعالم ينتفع به ، ومن ناظره في علم فبالسكينة ، والوقار ، وترك الاستعلاء ، وحسن التأني ، وجميل الأدب معينان على العلم ، والعالم أولى الناس بصيانة نفسه عن الدناءة ، وإلزامها الخير ، والمروءة ، ولا يجلس مجلسا لا يليق به ، فإن ابتلي بالجلوس فليقم بحق الله تعالى في إرشاد من استحضره ووعظه ، ولا يتعرض منه حاجة لنفسه ، ومن إجلال الله تعالى إجلال العالم العامل ، والإمام المقسط ، ومن سمة العالم أن يعرف زمانه ، ويقبل على شأنه حافظا للسانه متحذرا من إخوانه ، فلم يؤذ الناس قديما إلا معارفهم ، والمغرور من اغتر بمدحهم .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية