الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان هذا المقام صالحا للشفاعة؛ ولكل مقام يقومه؛ وكان كل مقام يحتاج إلى التوفيق في مباشرته؛ والانفصال عنه؛ تلاه حاثا [ ص: 496 ] على دوام المراقبة؛ واستشعار الافتقار؛ بقوله - مقدما المدخل لأنه أهم -: وقل رب ؛ أي: أيها الموجد لي؛ المدبر لأمري؛ المحسن إلي؛ أدخلني ؛ في كل مقام تريد إدخالي فيه؛ حسي؛ ومعنوي؛ دنيا؛ وأخرى؛ مدخل صدق ؛ يستحق الداخل فيه أن يقال له: أنت صادق في قولك؛ وفعلك؛ فإن ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيها؛ وأخرجني ؛ من كل ما تخرجني منه؛ مخرج صدق

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الصدق في الأمور قد لا يقارنه الظفر؛ قال (تعالى): واجعل لي ؛ أي: خاصة؛ من لدنك ؛ أي: عندك؛ من الخوارق التي هي أغرب الغريب؛ سلطانا ؛ أي: حجة؛ وعزا؛ نصيرا ؛ وفيه إشعار بالهجرة؛ وأنها تكون على الوجه الذي كشف عنه الزمان من العظمة؛ التي ما لأحد بها من "يدان".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية