الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون

                                                                                                                                                                                                                                        ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ) أن نتفضل عليهم بإنقاذهم من بأسه ، ( ونريد ) حكاية حال ماضية معطوفة على ( إن فرعون علا في الأرض ) من حيث إنهما واقعان تفسيرا للـ ( نبإ ) ، أو حال من ( يستضعف ) ولا يلزم من مقارنة الإرادة للاستضعاف مقارنة المراد له ، لجواز أن يكون تعلق الإرادة به حينئذ تعلقا استقباليا مع أن منة الله بخلاصهم لما كانت قريبة الوقوع منه جاز أن تجري مجرى المقارن . ( ونجعلهم أئمة ) مقدمين في أمر الدين . ( ونجعلهم الوارثين ) لما كان في ملك فرعون وقومه .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ونمكن لهم في الأرض ) أرض مصر والشام ، وأصل التمكين أن تجعل للشيء مكانا يتمكن فيه ثم استعير للتسليط وإطلاق الأمر . ( ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ) من بني إسرائيل . ( ما كانوا يحذرون ) من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم . وقرأ حمزة والكسائي ( ويرى ) بالياء و ( فرعون وهامان [ ص: 172 ]

                                                                                                                                                                                                                                        وجنودهما ) بالرفع .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية