الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا وهب بن جرير ) بفتح فكسر ( حدثنا أبي ) أي جرير ( قال : سمعت حميدا ) بالتصغير ( يقول ) أي حميد قال : وهب أو سمعت حميدا يقول : وهب ( أو قال ) أي جرير ( حدثني حميد ، قال وهب ) والمقصود غاية الاحتياط في عبارة الرواية ، وإلا فمرتبة السماع والقول واحدة عند المحدثين في أصول اصطلاحاتهم ( وكان ) أي حميد ( صديقا له ) أي لوهب أو بالعكس ، والجملة حالية معترضة وهو بالتخفيف بمعنى الحبيب الصادق في المصافاة ، وفي نسخة بكسر الصاد وتشديد الدال ، أي كثير الصدق ، وحينئذ قوله : " له " ، لا ملاءمة له ، اللهم إلا أن يقال : المعنى وكان حميد مصدقا لوهب في روايته ( عن أنس بن مالك قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الخربز والرطب ) بكسر الخاء المعجمة ، وسكون الراء ، وكسر الموحدة وفي آخرها زاي وهو البطيخ بالفارسية على ما في النهاية ، والظاهر أنه معرب الخربزة ، وهي بفتح الخاء والباء وفي آخرها هاء ، وهو الأصفر فيحمل على نوع منه لم يتم نضجه ، فإن فيه برودة يعدلها الرطب ، فاندفع قول من زعم أنه الأخضر محتجا بأن الأصفر فيه حرارة على أن للأصفر بالنسبة للرطب برودة ، وإن كان فيه لحلاوته طرف حرارة ، هذا فقد روى الطيالسي عن جابر أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل الخربز بالرطب ، ويقول : هما الأطيبان ، وهو لا ينافي ما رواه أحمد أنه صلى الله عليه وسلم سمى اللبن بالتمر الأطيبين .

التالي السابق


الخدمات العلمية