الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              189 [ 103 ] وعن عبد الله ، قال : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوسوسة ؟ فقال : تلك محض الإيمان . رواه مسلم ( 133 )

                                                                                              [ ص: 344 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 344 ] (43) ومن باب : استعظام الوسوسة ، والنفرة منها خالص الإيمان

                                                                                              (قوله : " وقد وجدتموه ؟! ") كذا صحت الرواية وقد بالواو ، ومعنى الكلام : الاستفهام على جهة الإنكار والتعجب ، فيحتمل : أن تكون همزة الاستفهام محذوفة ، والواو للعطف ، فيكون التقدير : أوقد وجدتموه ؟! ويحتمل : أن تكون الواو عوض الهمزة ; كما قرأ قنبل ، عن ابن كثير : " قال فرعون وآمنتم به " ، قال أبو عمرو الداني : هي عوض من همزة الاستفهام ، وهذه الواو مثلها . والضمير في وجدتموه عائد على التعاظم الذي دل عليه يتعاظم .

                                                                                              و " الصريح والمحض " : الخالص الصافي ، وأصله في اللبن . ومعنى هذا الحديث : أن هذه الإلقاءات والوساوس التي تلقيها الشياطين في صدور المؤمنين ، [ ص: 345 ] تنفر منها قلوبهم ، ويعظم عليهم وقوعها عندهم ، وذلك دليل صحة إيمانهم ويقينهم ومعرفتهم بأنها باطلة ، ومن إلقاءات الشيطان ، ولولا ذلك ، لركنوا إليها ، ولقبلوها ، ولم تعظم عندهم ، ولا سموها وسوسة ، ولما كان ذلك التعاظم ، وتلك النفرة عن ذلك الإيمان ، عبر عن ذلك بأنه خالص الإيمان ، ومحض الإيمان ; وذلك من باب تسمية الشيء باسم الشيء ; إذا كان مجاورا له ، أو كان منه بسبب .




                                                                                              الخدمات العلمية