الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا

                                                                                                                                                                                                أحد في الأصل بمعنى وحد ، وهو الواحد ، ثم وضع في النفى العام مستويا فيه [ ص: 66 ] المذكر والمؤنث والواحد وما وراءه . ومعنى قوله : لستن كأحد من النساء لستن كجماعة واحدة من جماعات النساء ، أي : إذا تقصيت أمة النساء جماعة جماعة لم توجد منهن جماعة واحدة تساويكن في الفضل والسابقة ، ومثله قوله تعالى : والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم [النساء : 152 ] يريد بين جماعة واحدة منهم ، تسوية بين جميعهم في أنهم على الحق المبين إن اتقيتن إن أردتن التقوى ، وإن كنتن متقيات فلا تخضعن بالقول فلا تجبن بقولكن خاضعا ، أي : لينا خنثا مثل كلام المريبات والمومسات فيطمع الذي في قلبه مرض أي : ريبة وفجور . وقرئ بالجزم ، عطفا على محل فعل النهي ، على أنهن نهين عن الخضوع بالقول . ونهى المريض القلب عن الطمع ، كأنه قيل : لا تخضعن فلا يطمع . وعن ابن محيصن أنه قرأ بكسر الميم ، وسبيله ضم الياء مع كسرها وإسناد الفعل إلى ضمير القول ، أي : فيطمع القول المريبقولا معروفا بعيدا من طمع المريب بجد وخشونة من غير تخنث ، أو قولا حسنا مع كونه خشنا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية