الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                      صفحة جزء
                                      قال المصنف رحمه الله تعالى ( وسجدات التلاوة أربع عشرة في قوله الجديد سجدة في آخر الأعراف عند قوله تعالى { ويسبحونه وله يسجدون } وسجدة في الرعد عند قوله سبحانه وتعالى { بالغدو والآصال } وسجدة في النحل عند قوله تعالى { ويفعلون ما يؤمرون } وسجدة في بني إسرائيل عند قوله تعالى { ويزيدهم خشوعا } وسجدة في مريم عند قوله تعالى { خروا سجدا وبكيا } وسجدتان في الحج ( إحداهما ) عند قوله تعالى { إن الله يفعل ما يشاء } ( والثانية ) عند قوله تعالى { وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } وسجدة في الفرقان عند قوله تعالى { وزادهم نفورا } وسجدة في النمل عند قوله تعالى { رب العرش العظيم } وسجدة في الم تنزيل عند قوله تعالى { وهم لا يستكبرون } وسجدة في حم السجدة عند قوله تعالى { وهم لا يسأمون } وثلاث سجدات في المفصل ( إحداها ) في آخر النجم { فاسجدوا لله واعبدوا } ( والثانية ) في { إذا السماء انشقت } [ عند قوله عز وجل ] { وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } ( والثالثة ) في آخر اقرأ : { واسجد واقترب } والدليل عليه ما روى عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : { أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 554 ] خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وفي الحج سجدتان } وفي القديم : سجود التلاوة إحدى عشرة سجدة وأسقط سجدات المفصل ، لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم { لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة } )

                                      التالي السابق


                                      ( الشرح ) حديث عمر رواه أبو داود والحاكم بإسناد حسن ، وحديث ابن عباس رواه أبو داود والبيهقي بإسناد ضعيف . وضعفه البيهقي وغيره ، ومذهبنا أن سجدات التلاوة هذه الأربع عشرة ، وفي القديم أنها إحدى عشرة كما حكاه المصنف وهذا القديم ضعيف في النقل ، ودليله باطل كما سنذكره إن شاء الله تعالى في فرع مذاهب العلماء . ومواضع السجدات كما ذكره المصنف ولا خلاف في شيء منها ، إلا في موضعين .

                                      ( أحدهما ) سجدة حم السجدة فيها وجهان لأصحابنا حكاهما القاضي في تعليقه والبغوي وغيرهما أصحهما عند ( يسأمون ) كما ذكره المصنف ، وبهذا قطع الأكثرون ( والثاني ) أنها عند قوله تعالى { إن كنتم إياه تعبدون } . وحكى ابن المنذر هذا المذهب عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وابن سيرين وأصحاب ابن مسعود وإبراهيم النخعي وأبي صالح وطلحة بن مصرف وزيد بن الحارث ومالك والليث رضي الله عنهم ، وحكى الأول عن ابن المسيب وابن سيرين أيضا وأبي وائل والثوري وإسحاق رحمهم الله وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد ( الموضع الثاني ) سجدة النمل الصواب أنها عند قوله تعالى { رب العرش العظيم } كما ذكره المصنف . وبهذا قطع المصنف والشيخ أبو حامد في تعليقه والبندنيجي والقاضي أبو الطيب في كتابه المجرد ، وصاحب الشامل ، وشذ العبدري من أصحابنا فقال في كتابه الكفاية : هي عند قوله { ويعلم ما تخفون وما تعلنون } قال : هذا مذهبنا ، ومذهب أكثر الفقهاء ، وقال مالك هي عند قوله تعالى { رب العرش العظيم } وهذا الذي ادعاه العبدري ونقله عن مذهبنا باطل مردود ، والله أعلم .




                                      الخدمات العلمية