الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر ؛ معنى " يؤلون " : يحلفون؛ ومعناه في هذا الموضع أن الرجل كان لا يريد [ ص: 301 ] المرأة؛ فيحلف ألا يقربها أبدا؛ ولا يحب أن يزوجها غيره؛ فكان يتركها؛ لا أيما؛ ولا ذات زوج؛ كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية؛ والإسلام؛ فجعل الله الأجل الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة آخر مداه نهاية أربعة أشهر؛ فإذا تمت أربعة أشهر؛ ثم لم يفئ الرجل إلى امرأته؛ أي: لم يرجع إليها؛ فإن امرأته بعد الأربعة - في قول بعضهم - قد بانت منه؛ ذكر الطلاق بلسانه أم لم يذكره؛ وقال قوم: يؤخذ بعد الأربعة بأن يطلق أو يفيء؛ ويقال: " آليت؛ أولي؛ إيلاء؛ وألية؛ وألوة؛ وإلوة؛ وإيلا " ؛ والكسر أقل اللغات؛ ومعنى التربص في اللغة : الانتظار؛ وقال الذين احتجوا بأنه لا بد أن يذكر الطلاق بقوله - عز وجل -: وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ؛ وقالوا: " سميع " ؛ يدل على أنه استماع الطلاق في هذا الموضع؛ وهذا في اللغة غير ممتنع؛ وجائز أن يكون إنما ذكر " سميع " ؛ ههنا من أجل حلفه؛ أي: الله قد سمع حلفه؛ وعلم ما أراده؛ وكلا الوجهين في اللغة محتمل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية