الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2316 [ 1167 ] وعن أبي هريرة قال: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمنى: " نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة". حيث تقاسموا على الكفر ، وذلك أن قريشا وبني كنانة حالفت على بني هاشم وبني المطلب: ألا يناكحوهم، ولا يبايعوهم ، حتى يسلموا إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (يعني بذلك المحصب) .

                                                                                              رواه البخاري (1590)، ومسلم (1314)( 344) ، وأبو داود (2010 و 2011).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              ونزوله - صلى الله عليه وسلم - بخيف بني كنانة إنما كان شكرا لله تعالى على ما أظهره على عدوه [ ص: 412 ] المناكد له في ذلك الموضع ، وإظهارا لما صدقه الله تعالى من وعده في قوله: لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين الآية [ الفتح: 27] .

                                                                                              وقضية قريش في الصحيفة ونقضها منقول في كتب السير والأحاديث.

                                                                                              وقوله : ( أسمح لخروجه ) ; أي : أسهل. والسماح في البيع هو التسهيل فيه . ومنه : السماح رباح . وقد تقدم أن الثقل بفتح الثاء والقاف هو : اسم ما يحمله الحامل مما يثقله . ومنه قوله تعالى : وتحمل أثقالكم إلى بلد [النحل: 7] ; وظاهر هذه الرواية ، وهي رواية سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة : أن ذلك كان في حجة الوداع . وقد جاء من رواية الأعرج عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف) ; وظاهر هذا : أن ذلك كان يوم الفتح .

                                                                                              قال عياض : فكان على هذا منزله في السنتين . وكذلك جاء مفسرا في حديث أم هانئ .

                                                                                              [ ص: 413 ] قلت : ويمكن أن ترد هذه الرواية إلى الأولى ; بأن يقال : إن قوله : (إذا فتح الله) ، لم يذكر المفتوح ما هو ؟ و (الخيف) إنما هو مرفوع على أنه خبر المبتدأ الذي هو (منزلنا) . فعلى هذا يكون مفعول (فتح) محذوفا ، فيكون تقديره : إذا فتح الله في السير إلى مكة ، بمعنى : سهله ، ويسر فيه . والله أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية