الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  463 ( وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر وعثمان يفعلان ذلك )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال الكرماني : يحتمل أن يكون هذا تعليقا ، وأن يكون داخلا تحت الإسناد السابق أي : عن مالك عن ابن شهاب ، وقال صاحب التوضيح : وعن ابن شهاب إلى آخره ساقه البخاري بالسند الأول ، وقد صرح به أبو داود ، وزاد أبو مسعود فيما حكاه الحميدي في جمعه فقال : إن أبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفعلون ذلك ، وقد أخرج البرقاني هذا الفصل من حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري متصلا بالحديث الأول ، ولم يذكر سعيد بن المسيب ، وسعيد لم يصح سماعه عن عمر رضي الله تعالى عنه ، وأدرك عثمان ولم يحفظ له عنه رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب معطوف على الإسناد الأول ، وقد صرح بذلك أبو داود في روايته عن القعنبي ، وهو كذلك في الموطأ ، وغفل عن ذلك من زعم أنه معلق . قلت : يريد به الكرماني ، والكرماني ما جزم بأنه معلق ، بل قال : يحتمل ، وهو صحيح بحسب الظاهر ، وتصريح أبي داود بذلك في كتابه لا يدل على أن هذا داخل في الإسناد المذكور ههنا قطعا ، ورواية أبي داود هكذا : حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان كانا يفعلان ذلك أي : المذكور من الاستلقاء والوضع .

                                                                                                                                                                                  قلت : اختلف جماعة من الصحابة والتابعين وغيرهم في هذا الباب ، فذهب محمد بن سيرين ، ومجاهد ، وطاوس ، وإبراهيم النخعي إلى أنه يكره وضع إحدى الرجلين على الأخرى ، وروي ذلك عن ابن عباس ، وكعب بن عجرة ، وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا : لا بأس بذلك ، وهم الحسن البصري ، والشعبي ، وسعيد بن المسيب ، وأبو مجلز ، ومحمد بن الحنفية ، ويروى ذلك عن أسامة بن زيد ، وعبد الله بن عمر ، وأبيه عمر بن الخطاب ، وعثمان ، وعبد الله بن مسعود ، وأنس بن مالك ، وقال ابن أبي شيبة في مصنفه : حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن الماجشون عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر وعثمان كانا يفعلانه ؛ حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عجلان عن يحيى بن عبد الله بن مالك عن أبيه قال : " دخل على عمر ورأى مستلقيا واضعا إحدى رجليه على الأخرى " ، حدثنا مروان بن معاوية عن سفيان بن الحسن عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز : " عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث أنه رأى ابن عمر يضطجع فيضع إحدى رجليه على الأخرى " حدثنا وكيع عن أسامة عن نافع قال : " كان ابن عمر يستلقي على قفاه ويضع إحدى رجليه على الأخرى لا يرى بذلك بأسا ، ويفعله بذلك وهو جالس لا يرى بذلك بأسا " .

                                                                                                                                                                                  حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر بن عبد الرحمن بن الأسود عن عمه قال : " رأيت ابن مسعود رضي الله تعالى عنه مستلقيا واضعا إحدى رجليه فوق الأخرى ، وهو يقول : ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن عمران يعني ابن مسلم قال : " رأيت أنسا واضعا إحدى رجليه على الأخرى " .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية