الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 147 ] الوجه الثالث عشر من وجوه إعجازه (احتواؤه على جميع لغات العرب وبلغة غيرهم من الفرس والروم والحبشة وغيرهم) وقد رأيت فيه تأليفا مفردا. وقد أفردت في هذا النوع كتابا سميته " المهذب فما وقع في القرآن من العرب ". وألخص هنا ما وقع تتمة للفائدة، ومن الله أرجو حسن العائدة، بعد أن أذكر اختلاف العلماء في وقوع المعرب في القرآن. فالأكثرون، ومنهم الإمام الشافعي، وابن جرير، وأبو عبيدة، والقاضي أبو بكر، وابن فارس، على عدم وقوعه فيه، لقوله تعالى: قرآنا عربيا . وقوله: ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي . وقد شدد الشافعي النكير على القائل بذلك. وقال أبو عبيدة: إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول. ومن زعم أن كذا بالنبطية فقد أكبر القول. وقال ابن فارس: لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله، لأنه أتى بلغات لا يعرفونها. وقال ابن جرير: ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ من القرآن إنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أو نحو ذلك إنما اتفق فيها توارد اللغات، فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد. وقال غيره: بل كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلغتهم بعض مخالطة لسائر الألسنة في أسفارهم، فعلقت العرب من لغاتهم ألفاظا غيرت بعضها بالنقص من حروفها، واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها، حتى جرت مجرى العربي الفصيح، ووقع بها البيان. وعلى هذا الحد نزل بها القرآن. وقال آخرون: كل هذه الألفاظ عربية صرف، ولكن لغة العرب متسعة [ ص: 148 ] جدا، ولا يبعد أن تخفى على أكابر الجلة. وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح. قال الشافعي في الرسالة: لا يحيط باللغة إلا نبي. وقال أبو المعالي عزيري بن عبد الملك: إنما وجدت هذه الألفاظ في لغة العرب، لأنها أوسع اللغات وأكثرها ألفاظا. ويجوز أن يكونوا سبقوا إلى هذه الألفاظ. وذهب آخرون إلى وقوعه فيه. وأجابوا عن قوله: قرآنا عربيا بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربيا. فالقصيدة الفارسية لا تخرج عنها بلفظة فيها عربية. وعن قوله: أأعجمي وعربي - بأن المعنى من السياق: أكلام أعجمي ومخاطب عربي، واستدلوا باتفاق النحاة على أن منع صرف نحو إبراهيم للعلمية والعجمة. ورد هذا الاستدلال بأن الأعلام ليست محل خلاف، فالكلام في غيرها. فوجه بأنه إذا اتفق على وقوع الأعلام فلا مانع من وقوع الأجناس. وأقوى ما رأيته للوقوع - وهو اختياري - ما أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن أبي ميسرة التابعي الجليل، قال: في القرآن من كل لسان. وروي مثله عن سعيد بن جبير، ووهب بن منبه، فهذه إشارة إلى أن حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن أنه حوى علم الأولين والآخرين، ونبأ كل شيء، فلا بد أن تقع فيه الإشارة إلى أنواع اللغات والألسن، لتتم إحاطته بكل شيء، فاختير من كل لغة أعذبها وأخفها وأكثرها استعمالا للعرب. وأيضا فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى كل أمة، وقد قال تعالى: وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ، فلا بد أن يكون في الكتاب المبعوث به من لسان كل قوم، وإن كان أصله بلغة قومه هو. وقد رأيت الحوفي وابن النقيب ذكره، وذكر لوقوع المعرب في القرآن فائدة أخرى، فقال: إن قيل إن " إستبرق " ليس بعربي، وغير العربي من الألفاظ دون العربي في الفصاحة والبلاغة، فنقول: لو اجتمع فصحاء العالم وأرادوا أن [ ص: 149 ] يتركوا هذه اللفظة ويأتوا بلفظ يقوم مقامها في الفصاحة لعجزوا عن ذلك. وذلك لأن الله تعالى إذا حث عباده على الطاعة فإن لم يرغبهم بالوعد الجميل ويخوفهم بالعذاب الوبيل - لا يكون حثه على وجه الحكمة، فالوعد والوعيد نظرا إلى الفصاحة واجب. ثم إن الوعد بما يرغب فيه العقلاء، وذلك منحصر في أمور الأماكن الطيبة، ثم المآكل الشهية، ثم المشارب الهنية، ثم الملابس الرفيعة، ثم المناكح اللذيذة، ثم ما بعده مما تختلف فيه الطباع. فإذا ذكر الأماكن الطيبة والوعد به لازم عند الفصيح، ولو تركه لقال من أمر بالعبادة ووعد عليها بالأكل والشرب: إن الأكل والشرب لا التذاذ به، إذا كنت في حبس أو موضع كريه، فلذا ذكر الله الجنة ومساكن طيبة فيها، وكان ينبغي أن يذكر من الملابس ما هو أرفعها، وأرفع الملابس في الدنيا الحرير وأما الذهب فليس مما ينسج منه ثوب. ثم إن الثوب الذي من غير الحرير لا يعتبر فيه الوزن والثقل. وربما يكون الصفيق الخفيف أرفع من الثقيل الوزن. وأما الحرير فكلما كان ثوبه أثقل كان أرفع، فحينئذ وجب على الفصيح أن يذكر الأثقل الأثمن، ولا يتركه في الوعد لئلا يقصر في الحث والدعاء. ثم إن هذا الواجب الذكر إما أن يذكر بلفظ واحد موضوع له صريح أو لا يذكر بمثل هذا. ولا شك أن الذكر باللفظ الواحد الصريح أولى، لأنه أوجز وأظهر في الإفادة، وكذلك " إستبرق ". فإن أراد الفصيح أن يترك هذا اللفظ، ويأتي بلفظ آخر لم يمكنه، لأن ما يقوم مقامه إما لفظ واحد أو ألفاظ متعددة، ولا يجد العربي لفظا واحدا يدل عليه، لأن الثياب من الحرير عرفها العرب من الفرس، ولم يكن لهم بها عهد، ولا وضع في اللغة العربية للديباج الثخين اسم، وإنما عربوا ما سمعوا من العجم، واستغنوا به عن الوضع، لقلة وجوده عندهم، ونزرة لفظهم به. وأما إن ذكره بلفظين فأكثر فإنه يكون قد أخل بالبلاغة، لأن ذكر لفظين لمعنى يمكن ذكره بلفظ تطويل، فعلم بهذا أن لفظ " إستبرق " يجب على كل [ ص: 150 ] فصيح أن يتكلم به في موضعه، ولا يجد ما يقوم مقامه. وأي فصاحة أبلغ من ألا يوجد غيره مثله، انتهى. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام - بعد أن حكى القول بالوقوع عن الفقهاء والمنع عن أهل العربية: والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعا. وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، لكنها وقعت للعرب، فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال: إنها عربية فهو صادق، ومن قال: عجمية فصادق. ومال إلى هذا القول الجواليقي، وابن الجوزي، وآخرون. وهذه الألفاظ الواردة في القرآن بغير لغة الحجاز. وأما ما وقع فيه بغير لغة العرب فنذكر تفسير الغريب على حروف المعجم. أخرج أبو عبيد من طريق عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: وأنتم سامدون النجم: 161، قال الغناء. وهي لغة يمانية. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: هي بالحميرية. وأخرج أبو عبيد عن الحسن، قال: كنا لا ندري ما الأرائك حتى لقينا رجل من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم هي الحجلة فيها السرير. وأخرج عن الضحاك في قوله: ولو ألقى معاذيره قال: ستوره بلغة أهل اليمن. وأخرج عن عكرمة في قوله: وزوجناهم بحور عين . قال: هي لغة يمانية، وذلك أن أهل اليمن يقولون: زوجنا فلانا بفلانة. قال الراغب في مفرداته: ولم يجئ في القرآن زوجناهم حورا كما يقال زوجته امرأة، تنبيها على أن ذلك لا يكون على حسب المتعارف فما بيننا بالمناكحة. وأخرج عن الحسن في قوله: لو أردنا أن نتخذ لهوا . قال: اللهو بلسان اليمن المرأة. [ ص: 151 ] وأخرج عن محمد بن علي في قوله: ونادى نوح ابنه . قال: هي بلغة طي ابن امرأته. قلت: وقد قرئ: ونادى نوح ابنها . وأخرج عن الضحاك في قوله: أعصر خمرا . ي قال: عنبا بلغة أهل عمان، يسمون العنب الخمر. وأخرج عن ابن عباس في قوله: أتدعون بعلا . قال: ربا بلغة أهل اليمن. وأخرج عن قتادة قال: بعلا ربا - بلغة أزد شنوءة. وأخرج أبو بكر ابن الأنباري في كتاب الوقف عن ابن عباس قال لي: الوزر ولد الولد بلغة هذيل. وأخرج فيه عن الكلبي قال: المرجان صغار اللؤلؤ بلغة اليمن. وأخرج في كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان، عن مجاهد، قال الصواع الطرجهالة بلغة حمير. وأخرج فيه عن أبي صالح في قوله: أفلم ييأس الذين آمنوا . قال: أفلم يعلم بلغة هوازن. وقال الفراء: قال الكلبي بلغة النخع. وفي مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس: يغتنكم: يضلكم بلغة هوازن. وفيها: بورا: هلكى بلغة عمان. وفيها: فنقبوا: هربوا بلغة اليمن. وفيها: لا يلتكم: لا ينقصكم بلغة بني عبس. وفيها: مراغما: منفسحا، بلغة هذيل. وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن عمرو بن شرحبيل في قوله: "سيل العرم" قال: المسناة بلحن أهل اليمن. وأخرج في تفسيره، عن ابن عباس، في قوله: في الكتاب مسطورا قال: مكتوبا، وهي لغة حميرية، يسمون الكتاب أسطورا. وقال أبو عبيد القاسم في الكتاب الذي ألفه في هذا النوع: في القرآن بلغة [ ص: 152 ] كنانة: السفهاء: الجهال. خاسئين: صاغرين. شطر: تلقاء. لا خلاق: لا نصيب. وجعلكم ملوكا: أحرارا. قبيلا: عيانا. معجزين: سابقين. يعزب: يغيب. تركنوا: تميلوا. فجوة: ناحية. موئلا: ملجأ. مبلسون: آيسون. دحورا: طردا. الخراصون: الكذابون. أسفارا: كتبا. أقتت: جمعت. كنود: كفور للنعم. وبلغة هذيل: الرجز: العذاب. شروا: باعوا. عزموا الطلاق: حققوا. صلدا: نقيا. آناء الليل: ساعاته. فورهم: وجوههم. مدرارا: متتابعا. فرقانا: مخرجا. حرض: حض. عيلة: فاقة. وليجة: بطانة. انفروا: اغزوا. السائحون: الصائمون. العنت: الإثم. غمة: شبهة. ببدنك: بدرعك. هامدة: مغبرة. دلوك الشمس: زوالها. شاكلته: ناحيته. رجما: ظنا. ملتحدا: ملجأ. يرجو: يخاف. هضما: نقصا. المبذر: المسرف. واقصد في مشيك: أسرع. الأجداث: القبور. ثاقب: مضيء. بالهم: حالهم. يهجعون: ينامون. ذنوبا: عذابا. دسر: المسامير. تفاوت: عيب. أرجائها: نواحيها. أطوارا: ألوانا. بردا: نوما. واجفة: خائفة. مسغبة: مجاعة. وبلغة حمير: تفشلوا: تجبنوا. عثر: اطلع. سفاهة: جنون. زيلنا: ميزنا. مرجوا: حقيرا. السقاية: الإناء. مسنون: منتن. إمام: كتاب. ينغضون: يحركون. حسبانا: بردا. من الكبر عتيا: نحولا. مآرب: حاجات. خرجا: جعلا. غراما: بلاء. الصرح: البيت. أنكر الأصوات: أقبحها. مرض: زنا. القطر: النحاس. محشورة: مجموعة. معكوفا: محبوسا. يتركم: ينقصكم. مدينين: محاسبين. بجبار: بمسلط. رابية: شديدة. وبيلا: شديدا. وبلغة جرهم: فباؤوا: استوجبوا. شقاق: ضلال. خيرا: مالا. كدأب: أشباه. تعدلوا: تميلوا. يغنوا: يتمتعوا. شرد: نكل. أراذلنا: سفلتنا. عصيب: شديد. لفيفا: جميعا. محسورا: منقطعا. حدب: جانب. الخلال: السحاب. الودق: المطر. شرذمة: عصابة. ريع: طريق. ينسلون: يخرجون. الحبك: الطرائق. سور: الحائط. [ ص: 153 ] وبلغة أزد شنوءة: لا شية: لا وضح. العضل: الحبس. أمة: سنين. الرس: البئر. كاظمين: مكروبين. غسلين: الحار الذي تناهى حره. لواحة: حراقة. وبلغة مدلج: رفث: جماع. مقيتا: مقتدرا. بظاهر من القول: بكذب. الوصيد: الفناء. حقبا: دهرا. الخرطوم: الأنف. وبلغة خثعم: تسيمون: ترعون. مريج: منتشر. صغت: مالت. هلوعا: ضجورا. شططا: كذبا. وبلغة قيس عيلان: نحلة: فريضة. حرج: ضيق. لخاسرون: مضيعون. تفندون: تستهزئون. صياصيهم: حصونهم. تحبرون: تنعمون. رجيم: ملعون. يلتكم: ينقصكم. وبلغة سعد العشيرة: حفدة: أختان. كل: عيال. وبلغة كندة: فجاجا: طرقات. بست: فتتت. تبتئس: تحزن. وبلغة عذرة: اخسئوا: اخزوا. وبلغة حضر موت: ربيون: رجال. دمرنا: أهلكنا. لغوب: إعياء. منسأته: عصاه. وبلغة غسان: طفقا: عمدا. بئيس: شديد. سيء بهم: كرههم. وبلغة مزينة: لا تغلوا: لا تزيدوا. وبلغة لخم: إملاق: جوع. ولتعلن: تقهرن. وبلغة جذام: فجاسوا خلال الديار: تخللوا الأزقة. وبلغة بني حنيفة: العقود: العهود. الجناح: اليد. والرهب: الفزع. وبلغة اليمامة: حصرت: ضاقت. وبلغة سبأ: تميلوا ميلا عظيما: تخطئوا خطأ بينا. تبرنا: أهلكنا. وبلغة سليم: نكص: رجع. وبلغة عمارة: الصاعقة: الموت. وبلغة طي: ينعق: يصيح. رغدا: خصبا. سفه نفسه: خسرها. يس: يا إنسان. [ ص: 154 ] وبلغة خزاعة: أفيضوا: انفروا. والإفضاء: الجماع. وبلغة عمان: خبالا: غيا. نفقا: سربا. حيث أصاب: أراد. وبلغة تميم: أمة: نسيان. بغيا: حسدا. وبلغة أنمار: طائره: عمله. أغطش: أظلم. وبلغة الأشعريين: لأحتنكن: ستأصلن. تارة: مرة. اشمأزت: مالت ونفرت. وبلغة الأوس: لينة: النخلة. وبلغة الخزرج: ينفضوا: يذهبوا. وبلغة مدين: فاقض: فامض. انتهى ما ذكره أبو القاسم ملخصا. وقال أبو بكر الواسطي في كتابه " الإرشاد في القراءات العشر: في القرآن من اللغات خمسون لغة: لغة قريش، وهذيل، وكنانة، وخثعم. والخزرج، وأشعر، ونمير، وقيس عيلان، وجرهم، واليمن، وأزد شنوءة. وكندة، وتميم، وحمير، ومدين، ولخم، وسعد العشيرة، وحضر موت، وسدوس، والعمالقة، وأنمار، وغسان، ومدلج، وخزاعة، وغطفان، وسبأ، وعمان، وبنو حنيفة، وثعلبة، وطي، وعامر بن صعصعة، وأوس، ومزينة، وثقيف، وجذام، وبلي، وعذرة، وهوازن، والنمر، واليمامة. ومن غير العربية: الفرس، والنبط، والروم، والحبشة، والبربر، والسريانية، والعبرانية، والقبط. ثم ذكر في أمثلة ذلك كالب ما تقدم عن أبي القاسم، وزاد الزجر: العذاب بلغة طيئ. طائف من الشيطان: نخسة، بلغة ثقيف. الأحقاف: الرمال بلغة ثعلبة. وقال ابن الجوزي في "فنون الأفنان": في القرآن بلغة همدان: الريحان: الرزق. والعيناء: البيضاء. والعبقري: الطنافس. وبلغة نصر بن معاوية: الختار: الغدار. وبلغة عامر بن صعصعة: الحفدة: الخدم. [ ص: 155 ] وبلغة ثقيف: العول: الميل. وبلغة عك: الصور: القرن. وقال ابن عبد البر في " التمهيد ": قول من قال: نزل القرآن بلغة قريش معناه عندي الأغلب، لأن غير لغة قريش موجودة في جميع القراءات، من تحقيق الهمزة ونحوها، وقريش لا تهمز. وقال الشيخ جمال الدين بن مالك: أنزل الله القرآن بلغة الحجازيين إلا قليلا، فإنه نزل بلغة التميميين، كالإدغام في: ومن يشاق الله الحشر: 4. وفي: من يرتد منكم عن دينه المائدة: 54 ، فإن إدغام المجزوم لغة تميم. ولهذا قل. والفك لغة الحجاز، ولهذا كثر، نحو: وليملل يحببكم الله . يمددكم و اشدد به أزري . ومن يحلل عليه غضبي . قال: وقد أجمع القراء على نصب: إلا اتباع الظن ، لأن لغة الحجازيين التزام النصب في المنقطع، كما أجمعوا على نصب: ما هذا بشرا يوسف: 31 ، لأن لغتهم إعمال ما. وزعم الزمخشري في قوله: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله النمل: 65، - أنه استثناء منقطع جاء على لغة بني تميم.

فائدة قال الواسطي: ليس في القرآن حرف غريب من لغة قريش غير ثلاثة أحرف، لأن كلام قريش سهل، لين واضح، وكلام العرب وحشي غريب. فليس في القرآن إلا ثلاثة أحرف، غريبة: فسينغضون إليك رءوسهم وهو تحريك الرأس: مقيتا : مقتدرا. فشرد بهم : سمع.

التالي السابق


الخدمات العلمية